لأننا نحترم عقولكم
بقلم الاعلامي عبد العزيز حمدان
تتسارع الأحداث في تونس هذا البلد الصغير الذي يتصدر أخبار العالم وتتسابق وسائل الاعلام للظفر بمقال استثنائي عن دولة عربية اختارت برغم صعوباتها الاقتصادية ان تدرك طريق الديمقراطية وتنجز دستورا استثنائيا وتحقق في ظرف وجيز اعجاب العالم بإصرارها على انتخاب الرئيس والقطع نهائيا مع التوريث او الانقلابات العسكرية التي اتسمت بها المنطقة العربية منذ سنين…
وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أول رئيس عربي جاء للحكم في ملحمة إنتخابية وديمقراطية واستثنائية في العالم العربي على قدر ما خلف حزنا لدى التونسيين بقدر ما عزز ضوابط الحكم والانتقال السلس للسلطة.
وبهدوء ووعي تتواصل الحياة السياسية في البلاد، والتواصل والتناغم بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة في مشهد لا نراه عادة الا في أعتى الدول الديمقراطية التي تقف لتونس احتراما وتبجيلا وإعجابا.
موت الرئيس ترك لوعة لكل التونسيين وبدون استثناء سواء من كان ضده أو من كان مساندا له، فهو في النهاية سعى لأن يكون رئيسا لكل التونسيين برغم صعوبة المرحلة، وسعى ان يحترم الدستور ويلبي نداءات التونسيين في تامين انتخابات شفافة، وعمل على انجاح تمثيلية تونس في جل المحافل الدولية، ونجاحه المميز في تامين انعقاد قمة الجامعة العربية الاخيرة بتونس والتي أشادت كل الدول المشاركة بسهر الرئيس شخصيا على راب الصدع ورتق الخلافات العربية التي تناولتها مقررات القمة بتونس.
قد يخطئ من يظن أن تونس بعد موت الرئيس ستتراجع الى الوراء او ستتقاذفها الاختلافات وستكبلها الظروف الاقتصادية وتؤلمها العمليات الارهابية التي تتحين التوقيت والفرص بفعل فواعل. ندركها جيدا نحن التونسيين ويخطئ من يتصور اننا في تونس بنينا ديمقراطية على حساب الوطن لان تونس فعلا تفتخر بشعبها الواعي والمثقف قبل كل شيء، وأنها تراهن على رجالاتها وحرائرها فهم حماة الوطن وبناة الديمقراطية والكاظمين الغيظ إذا احد نوى المسّ من هذا الوطن.
None found
اترك تعليقاً