بدر السلام الطرابلسي
لم يكن فرانسيس فوكوياما لينتصر لفكرة نهاية تاريخ مؤسسات الرغبة ومؤسسات الروح بالمعنى الهيغلي للمصطلح لو لم يجد الظرف الموضوعي ملائما لتتويج العامل الذاتي المؤسس لإطلاقيّة نظرية الليبرالية في الاقتصاد (الرأسمالية، السوق الحر) والليبرالية في السياسة (حريات عامة وشخصية، ديمقراطية انتخابية، حقوق انسان..) عبر التاريخ المادّي والثوري للمجتمعات الطبيعية منذ ذكرى الانسان الأول العاقل (Homo Sapien) المتمرد بطبعه على بيولوجيته البدائية المتأخرة مرورا بالمُلك الوراثي وحكم الأمراء والأرستقراطيين، وصولا للرأسمالية والاشتراكية والصراع الذي امتد على ما يقارب القرن (القرن العشرين) بين المذهبين، حيث جاء الحسم النهائي لليبرالية بحسب استنتاجات فوكاياما الذي خلقت أفكاره الجديدة / القديمة زوبعة فكرية وسياسية وأكاديمية عالمية لم يجف حبر التعليقات عليها لحد كاتبة هذه المقالة.